الأربعاء 16 أبريل 2025 | 09:34 م

رئيس جامعة الأزهر: التقدم الحقيقي يبدأ من داخل الأمة ويجب دعم القيادة السياسية لرفض تهجير الفلسطينيين

شارك الان


أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الجامعة تشهد حراكًا علميًا يعكس اهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمواجهة التحديات التي تعاني منها الأمتان العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن التغريب والتغييب من أبرز أسباب إفساد الحياة الفكرية.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، الذي انعقد تحت عنوان: "التغريب في العلوم العربية والشرعية: المظاهر – الأسباب – سبل المواجهة"، برئاسة الدكتور رمضان حسان، عميد الكلية.

واستعرض داود أثر الانبهار المفرط بالغرب على فكر الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى تجربة الدكتور زكي نجيب محمود الذي عاد من الغرب ليكتشف عظمة التراث العربي، مؤكدًا أن هذا التراث يحمل كنوزًا فكرية يجب الحفاظ عليها والبناء عليها.

وانتقد رئيس الجامعة مظاهر التغريب في المجتمع، معتبرًا أنها أدت إلى تغييب الهوية الفكرية والثقافية لدى الشباب، وولّدت عقولًا تجهل ثوابتها وتسعى لهدم إرثها الحضاري، وهو ما وصفه بأنه "تقدم زائف قائم على هدم الثوابت".

وأضاف داود: "نعيش زمنًا باتت فيه مظاهر التقدم تُقاس بهدم الماضي، وهو ما يدعو للقلق"، مستشهدًا بمقولة الأخفش: "يتقدمون بالنحو ولكنهم يتقدمون إلى الخلف"، كدلالة على خطورة التلاعب بالثوابت بدعوى التطوير.

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن التصدي لرياح التغريب يكون بالعودة إلى الأصالة، وتحديث العلوم بما يناسب العصر دون التخلي عن الجذور. وقال: "كما قال الشيخ الشعراوي، لا تكون الكلمة من الرأس حتى تكون اللقمة من الفأس"، داعيًا إلى إنتاج المعرفة بدلًا من استيرادها من الخارج.

وأكد داود أن التقدم الحقيقي يبدأ من داخل الأمة، عبر عقول مبدعة تفكر وتنتج، لا مجرد صدى لأصوات الآخرين، لافتًا إلى أن الأغنى هو من استغنى بنفسه عن الاعتماد على غيره، مشددًا في ختام كلمته على أهمية دعم القيادة السياسية ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.